محمود الصمادي – دفعة 14 تستقل – دوما_ريف دمشق
درست هندسة الأجهزة الطبية وتقانة المعلومات، ناشط مدني مجتمعي، أؤمن أن المعرفة لا تُقاس بالشهادات، بل بالأثر الذي تتركه في الناس والمجتمع.
تلقيت تدريبًا مهمًّا جداً لدى منظمة “تستقل”، كان بالنسبة لي أكثر من مجرد تجربة تعليمية. لقد كان مساحة للتفكير، للتأمل، ولإعادة بناء علاقتي مع ذاتي ومع الآخرين. في هذا التدريب، تعلّمت كيف أُصغي بصدق، وكيف أُعبّر عن أفكاري بثقة، وكيف أُفاوض بوعي، وكيف أقرأ النزاع بعين إنسانية لا صدامية.
تعرّفت بشكل أعمق على مفاهيم العدالة الانتقالية، القانون الدولي الإنساني، فن التواصل، مهارات التفاوض، المواطنة، الدعم النفسي الاجتماعي، وحساسية النزاع. وكل واحدة منها كانت نافذة لفهم أعمق للواقع، وأداة لبناء السلام الداخلي والاجتماعي.
خلال فترة التدريب، كنت أمارس عددًا من النشاطات والمبادرات على أرض الواقع، مما جعل التجربة أكثر ارتباطًا بالحياة اليومية والتحديات المجتمعية. لقد كان البرنامج محفزًا وملهِمًا بالنسبة لي، ودفعني للاستمرار في العمل الميداني بثقة أكبر، وإيمان أعمق بقدرة التغيير من الداخل.
لقد استفدت كثيرًا من هذا التدريب ومن “تستقل”، ليس فقط على مستوى المهارات والمعرفة، بل على مستوى الثقة والانطلاق. كان محفزًا حقيقيًا لأعيد التفكير في دوري، وأتخذ خطوات أكثر جرأة نحو العمل المجتمعي الفعّال. كما حظيت من خلاله بعلاقات ومعارف قيّمة مع أشخاص فاعلين ومهمين في المجتمع، تبادلنا الخبرات، وتشاركنا الرؤى، وبنينا جسورًا من التعاون والأمل.
هذه التجربة علّمتني أن أكون أكثر وعيًا، أكثر مسؤولية، وأكثر قدرة على التأثير. علّمتني أن الحوار ليس رفاهية، بل ضرورة. أن التواصل ليس مجرد كلمات، بل بناء للثقة. أن المواطنة ليست هوية فقط، بل فعل يومي يُمارس بالاحترام، بالشراكة، وبالسعي نحو العدالة.
خرجت من هذه التجربة وأنا أحمل التزامًا: أن أنقل هذه المعرفة، وأن أستخدمها في خدمة مجتمعي، وأن أكون صوتًا للعقل، ومساحة للأمل، وجسرًا نحو التغيير