Nour al-Am


شعور سيء جداً ,و إحساس بغصة كبيرة لأن الخبرة والشهادة لم تستطع منحها فرصة عمل , ولكن طموحها أن تكون تدريبات تستقل مهمة لها, وتمنحها فرصة جديدة في الحياة العملية وتكون سبيل في حصولها على فرصة عمل تحقق بها ذاتها من خلالها حيث كان التدريب مع تستقل من أروع التدريبات التي شاركت بها لأنني كنت أبحث عن هذا النوع من التدريبات  منذ فترة الى أن وجدته في تستقل من خلال تدريبات تستقل تعرفنا على مواضيع مهمة جدا عن حقوق الإنسان والجندرة والكوتا والحوكمة , والانتخابات  والمفاوضات وحل النزاعات والقيادة النسائية , وبرأي نور كل سيدة سورية  تحتاج لمثل هذه  التدريبات  نور صار عندها معلومات رائعة ومهمة , ومعرفة جيدة بكل ما يخص المرأة ,  والتي سيكون لها دور بارز في بناء سوريا الجديدة.

بعد حصول نور على الثانوية  تقدمت الى  الجامعة لاستكمال تعليمها الجامعي قسم الأدب الانكليزي  اختيارها لهذا القسم كان عن رغبة اصرارها على دخول هذا الفرع دفعها لتتقدم لامتحان الثانوية العامة لمرتين  متتاليتين لتحقق حلمها  بدخول الفرع الذي كانت تحلم به منذ طفولتها  حلم نور, وطموحها باستكمال دراستها بوقتها دفعها لدخول ماستر ترجمة حتى تستطيع دخول مجال علاقات العامة أو العلوم السياسية.

ومع انطلاق  الثورة كانت نور في السنة الثالثة  حيث واجهتها الكثير من المصاعب حتى تكمل دراستها  فقد كانت تدرس في إدلب , و نتيجة للظروف أغلقت الجامعة في تلك السنة مما دفعها للانتقال الى حلب , و متابعة دراستها حيث وصلت الى السنة الثالثة ثم انتقلت الى السنة الرابعة , و توقف الدوام بحلب وأجبرت على العودة الى ادلب , وتقديم باقي المواد في جامعة ادلب وتم إرسال علاماتها الى حلب, وبقيت مادة  واحدة لم يرسلوا علامتها , وبقيت ٦ شهور تعاني من هذا الموضوع , وكان استلام مصدقة التخرج معجزة بحد ذاتها بالنسبة لنور التي ترى أن حلها بدأ يتحقق مما دفعها للمخاطرة بدخول مدينة حلب , والتي كانت نصف احيائها محررة , والقسم الآخر لا يزال يرسخ تحت سيطرة قوات النظام , ولا يوجد إلا معبر وحيد من بستان القصر , وغامرت نور بالدخول الى حلب تحت القصف والاشتباكات التي كانت مشتعلة بين الطرفين من أجل الحصول على مصدقة التخرج تقول نور صحيح كان في خوف بس كنا عم نعتبر حالنا بمغامرة كانت لحظات صعبة جدا , وعندما نتذكرها نبكي,  ونضحك كيف خاطرنا بعبور الطريق , والقناص يستهدف المنطقة .

بعد التخرج لم يكن لدى نور مجال لمتابعة دراستها في الترجمة  فحاولت إيجاد فرصة عمل في مهنة التدريس , وحصلت على فرصة بتعليم مجموعة من الطلاب ولكنها لم تجد نفسها بالتعليم لم تستطع أن تحقق طموحها ,ولكنها كانت تجربة متميزة والكثير يتمنى الحصول على مثلها و رغم القصف والطيران لم  تتوقف  نور وزملائها عن  الدوام بالمدارس وتعليم الأطفال .

كانت تحس بعبء ومسؤولية كبيرة في لحظات القصف حاولت ضبط نفسها أمام طلابها ,والمحافظة على انضباط الصف وتهدئة طلابها رغم شعورها بالخوف , ولكن خوفها على نفسها لا يقارن بخوفها على طلابها استمرت نور في عملها بالتدريس لمدة عام كامل في المدرسة وفي العام التالي انتقلت الى التدريس في معهد خاص وفي نفس العام تم تحرير ادلب من عصابات الأسد وزاد القصف على المدينة بشكل وحشي لدرجة  مخيفة عشرات الغارات الجوية , و مئات القذائف والصواريخ تسقط في اليوم الواحد على المدينة , وتستهدف المدارس والنقاط الطبية .

بعد تحرير المدينة اختلفت الأمور فخسر  البعض عمله , وآخرون خسروا منازلهم  وخرجت الأمور عن السيطرة  في تلك الفترة  تغيرت كل الأمور في حياتنا , وشاءت الأقدار أن تجتمع نور بمعلمة اللغة الانكليزية في المعهد ,وبدأتا بالتخطيط سويا  للحصول على منحة دراسية , وإكمال الحلم بمتابعة الدراسة وتقدمتا بطلبات للقبول الجامعي وفي أحد الأيام عثرت على فرصة عمل في منظمة كان العمل في قسم المراقبة , والتقييم مع منظمة دولية في الداخل السوري  وكانت تجربة جديدة , وممتعة بالنسبة لنور بالرغم  من كل المخاطر التي كانت تتعرض لها حيث قضت ٦ اشهر  تتنقل كل يوم من مكان الى آخر حيث زارت أغلب المناطق المحررة , ولكن حرقة القلب  كانت كبيرة كما تقول نور عندما كنا نرى حجم المأساة التي تعرض لها شعبنا والكارثة الكبيرة التي شردت النساء , والأطفال وكنت أشعر بخوف شديد حيث تعرضنا للكثير من المواقف الخطرة ..  وشعرنا بخطر كبير وخاصة في لحظات القصف كنت أحس بأن نبض قلبي يكاد يتوقف .

 في نهاية عام ٢٠١٥ تتعرض نور لصدمة أثرت في نفسها بسبب وفاة أخيها الصغير , والذي لم يبلغ بعد ربيعه 14 بسبب السرطان  حدث قلب حياتها وحتى الأن تعاني من شعور بالحزن , وغصة في القلب لا تزال أثارها حتى اليوم   بادية عليها بعد شهرين تتم خطبة نور, و كان خطيبها يعمل في تركيا وأرسل لها الأوراق اللازمة التي ساعدتها على الدخول من المعبر بشكل نظامي  ..  دخلت وخليط من مشاعر الحزن  تتنازعها لفراق أهلها وفي نفس الوقت فرح بلقاء زوجها لا تعرف كيف كانت تلك اللحظة  المسافة التي قطعتها , والتي قاربت النصف ساعة سيرا على الاقدام من البوابة والتي تفصل البلدين كانت  نقطة فاصلة في حياتها ونقطة تحول بين تركها أهلها ولقاءها بزوجها .

بعد دخولها الى تركيا بفترة ٣ شهور بدأت البحث عن عمل  لم تكن فكرة بقائها دون عمل واردة وخصوصا أنها في بلد غريب وبعيدة عن أهلها لم تكن بعد تعرفت على أصدقاء  ولكنها كنت سعيدة الحظ , وحصلت على عمل بعد  ٦أشهرتقريبا في ذلك الوقت كانت نور تنتظر طفلها الأول مما أطرها لأخذ إجازة بعد فترة قصيرة  ثم عادت للعمل , وكان العمل متعب جدا مع وجود طفل  مما دفعها لترك أبنتها عند جيرانها لعدم وجود أهل بالقرب منها مما شكل لها ضغط نفسي ناتج عن ضغط العمل , ومسؤولية الطفلة في النهاية قررت ترك العمل كان شعور مؤلم و محزن في نفس الوقت أن تترك عملها  لكن هذا كان الخيار الوحيد أمامها بعد سنة تقريبا حضرت نور تدريباً لمدة عام , وكانت تأخذ ابنتها معها للتدريب  لم تكن ابنتها تعيق حضورها , ومشاركتها في التدريبات وتشارك نور في تدريب جديد مع تستقل ولاتزال أبنتيها ترافقانها , وتشاركانها التدريبات .