طالبة في كلية الحقوق من مواليد مدينة حماه
عام ١٩٨٥ لم تستطع إكمال دراستها , وتزوجت وهي في السنة الثانية , و مع انطلاق الثورة
عام 2011 انتقلت للإقامة بريف حماه الشمالي, ونتيجة للقصف المتواصل نزحت مع عائلتها الى ريف ادلب الجنوبي
بسبب الملاحقة الامنية لزوجها , وبقيت أربع سنوات تتنقل من مكان الى آخر, وفجأة انقلبت
حياة نهى رأساً على عقب فقد استشهد زوجها في قصف لطيران الروسي على محكمة ادلب , وبعد
استشهاده مكثت سنتين في ريف ادلب الجنوبي, ولكن القصف الهمجي , والغارات المتكررة للاحتلال
الروسي , والطيران الأسدي على قرى ادلب اجبرها على الهرب خوفا على أطفالها والدخول
الى تركيا كانت المحاولة في غاية الصعوبة مع
أربع أطفال, وعند دخولها الى تركيا كانت أوضاعها المادية صعبة للغاية , وحالتها النفسية
سيئة جداً فقد حولتها الظروف الى إنسان محطم فقد وجدت نفسها وحيدة مع أطفالها الأربعة
دون أقارب أو أهل استقرت نها بداية الأمر في الفندق , وبقيت لمدت شهر ثم قامت بتأمين
بيت خاص يأويها مع صغارها , و بقيت لمدة عام كامل جالسة في البيت دون عمل أو دراسة
مع حالة نفسية كئيبة جدا وعلاقات اجتماعية معدومة.
تضيف نهى في أحد الأيام تلقيت عرضا جيدا بالنسبة
لي في تلك الظروف عرض علي دخول دورة رياض أطفال
في تلك اللحظة كنت مستعدة للقبول بأي فرصة تأتيها من هنا كان الانطلاق عندما
تركت دراستها في سوريا وتزوجت ورزقت بأطفالها , ولم تسمح لها الظروف بمتابعة الدراسة
من هنا بدأت حياة نهى تتغير فموضوع العمل شيء
لم تفكر به أبدا , ولم يخطر في بالها يوما أن تعمل في سوريا , و لكن الدورة التدريبية
لرياض الاطفال التي اتبعتها وضعت أمامها أمل
جديد في الحصول على عمل في إحدى الروضات لكن
هذا الأمل كان ضعيفا بسبب وجود أطفال صغار شكل عائق في الحصول على عمل مناسب
تقول نهى خلال هذه الدورة تعرفت على مجموعة من السيدات تحدثوا أمامي عن وجود دورات
لمنظمة تستقل , وقررت المشاركة فيها , و هنا بدأت تظهر روح الإنسان المحب للعمل والتقدم
.
كان لوجود المدربين في تستقل أثر كبير لدعم
التطور العلمي , والاجتماعي لدى نهى وخاصة مادة المفاوضات , والدعم النفسي التي تركت الأثر الأكبر في حياتها, ورفع روح العمل والثقة بالنفس لديها , وأحسست بأنها قادرة على تغير حياتها وحتى
التأثير على نفسيتها , وبدأ حياة نهى تتغير
حيث اتجهت الى الدراسة لتتابع تحصيلها العلمي
فقد سجلت في معهد للعلوم الشرعية بالريحانية كذلك تمكنت من الحصول على منحة لدراسة
العلوم السياسية في جامعة رشد , وحرصت على
المشاركة بتدريبات جديدة لصقل مهاراتها وتنمية قدراتها .
وجود نهى مع تستقل كان نقطة تحول كبيرة
في حياته فهي لم تقف عند حصولها على شهادة من جامعة جورج مايسون فقد تم ترشيحها
لحضور دورات الصف المتقدم وكانت لها الأثر الأكبر في حياتها بعد ذلك تم اختيارها من
قبل إدارة تستقل لتكون منسقة مساعدة لمركز
عمان , والرقة هنا شعرت أن الدراسة والمتابعة , وانطلقت منه لتصبح مشرفة , وتقود العمل به , وتدعمه شعور لا يمكن وصفه تقول نهى لا يمكن أن
أنسى كل تعب السنوات الماضية , و أتمنى النجاح الدائم لتستقل التي أصبحت أسرتي
الجديدة لنبكر معها وتكبر فينا.
دورة تستقل كونت شخصيتي من جديد تمكنت من
إثبات وجودي , وأني قادرة على المتابعة حتى في ظل وجود أطفال بالبيت في الصف المتقدم
في تستقل تم تشكيل مجموعات , وأنا اخترت مجموعة
الوساطة عملنا على تمكين هذه المادة في انفسنا وبدأنا بكتابة كتيب عن أسس ومبادىء الوساطة
تستقل أعطتني ثقة بنفسي وبقدرتي أن أكون موجود وفاعل في المجتمع هي اسرتي الكبيرة وأنا
سعيدة لكوني فرد من أفرادها.
مدربات تستقل تركنا أثراً كبير في حياتها
فوجودهن أعطاها الدافع للنضال ولا تنسى نهى دور المدربات في الدعم النفسي حيث دعموا
صوتها الداخلي مما أشعرها بسكينة وكان له أثر كبير في نقل نهى من الإنسان اليائس المنهك
لإنسان يريد غدا ويبحث عن الجمال في أبسط الأشياء .
تستقل
دعمت نهى لتستكمل دراستها الجامعية وقدمت لها التزكية لإدارة الجامعة ليتم قبولها
ومنحتها فسحة لتتصالح مع نفسها , وقدمت لها فرصة للعمل لتعود إنسان يقدر نفسه لأنها
أصبحت فردا منتجا , واستطاعت إثبات قدراتها , وتحولت الى شخص مؤثر , ومتميز في مجتمعه
.
*************************************