شذى الفرحان
عندما تتبعثر أوراقك ، وتحاول تجميعها من جديد ….عندما تتجاوز نقطة الصفر ، وتصعد لتقارب القمة وتعود للصفر من جديد ….عنما تلمس يدك عنان السماء ،وفجأة تعود إلى الأرض وعليك أنتبدأ من جديد……هذه شذى وهذا حالها كما تصفه هي بهذه الكلمات…..
تخرجت من جامعة حلب كلية الآداب قسم اللغة العربية وبدأت عملها كمدرسة في اعداديات, وثانويات دير الزور قضيت أجمل الأوقات في الصفوف , وبين المقاعد ورسمت مع طلابها وطالباتها أجمل الأحلام على أوتار النجاح والتفوق .
ومع أحداث الثورة السورية تبدأ نقاط الفصل في حياتها من الاستقرار إلى البحث عن الذات, حيث كانت رحلتها الأولى إلى مدينتها مدينة الطفولة الحسكة , وهناك تابعت مسيرتها التعليمية في خدمة النازحين , ولمتابعة تحصيلهم العلمي , ومع فرحة غمرتها لتحديد المسار, وتحديد الأهداف عند دخول داعش إلى مدينتها لتتحول إلى حقيقة ترافقها أصوات القنابل والقذائف…ولتكون بداية رحلة جديدة من النزوح والتشرد والهجرة ،حملت حقيبة صغيرة فيها أوراقها المهمة، وعيون أطفالها تلاحقها إلى أين ؟
لا أدري كل ما أعرفه هو الضياع ,وكل ما حلمت به هو العودة وتشاء الأقدار أن تكون في تركيا ،وهنا دخلت في دوامة الضياع لتصل ذروتها مع بكاء الليل وذكريات النهار, وفي ليلة قررت أن تجمع أشلاء نفسها ، وتلملم ذاتها وتوقف عجلة الضياع وتجد نفسها في متابعة عملها التعليمي والعمل مع المجتمع المدني, ففي مجال التعليم حملت شهاداتها وتقدمت إلى مديرية التربية التركية لمتابعة تعليم الطلاب السوريين في مدارس التعليم المؤقت ، وباشرت عملي من جديد ولكن مع جيل يبحث عن بر الأمان في بحور الضياع.
لتم اختيارها مع بعض المدرسين السوريين لتلقي تدريب لمدة ٢٥٠ ساعة في وزارة التربية التركية ،دورات تأهيلية وبعدها قامت بتدريب مئات المعلمين السوريين على ما تلقته في التدريبات السابقة فيما بعد شاركت شذى بالعمل مع فريق مكون من تسعة معلمين تم اختيارهم من قبل وزارة التربية التركية, والكونسرن ليتم تعينها كاستشاري تعليمي للإشراف على تدريب المعلمين السوريين على طرائق التدريس في ظروف الحرب والتعلم باللعب والاكتشاف .
ولاحقا تم اختيارها مع فريق من مدرسي اللغة العربية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها, وذلك بهدف تعليم اللغة العربية للأتراك ,وأما نشاطاتها مع المجتمع المدني فكان لها الكثير من النشاطات وبداية عملت على تشكيل فريق بناء لرصد حاجات المجتمع المدني وعلاجها، وعملت فيه مع فئة النساء والطلاب بكافة مراحلهم وشاركت في تشكيل تجمعات نسائية لرصد مشاكل النساء , والبحث عن حلول لهذه المشاكل من خلال الدعم النفسي والمهني وساهمت شذى بتشكيل رابطة المعلمين الأحرار وعملت على رصد مشاكل المعلمين والطلاب السوريين ,والعمل مع المنصات المحلية ,لإعداد تقارير وتوصيات للدوليين لشرح واقع الداخل السوري ,كان لشذى الكثيرة من المشاركات, والتدريبات مع منظمات المجتمع المدني .
إلى ذاك اليوم الذي اعتبرته شذى نقطة مفصلية في حياتها ، حيث تلقت تدريبات مع تستقل, ودخلت ضمن هذه العائلة الرائعة فمنذ بداية التحاقها بهذه التدريبات ومع بداية كلمات المدربين والمدربات أحست بصدى يخرج من القلب ليستقر في القلب كانت سعيدة بحرصهم على الفائدة ، والمتابعة ، والتأهيل الحقيقي للطالبات من خلال تدريبات عملية , و برامج تعليمية مدروسة ممنهجة ، و تلقت شذى تدريبات في مهارة التواصل ومهارات القيادة ، والمفاوضات وحل النزاعات ، وتدريبات أخرى في الحوكمة والانتخابات، لتتكامل التدريبات مع العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان ,وتغير أحدثته تستقل في ذاتها وشخصيتها، واتخذت طابع آخر تعلمت فيه كيف تتقبل الآخر ،كيف تواجه المعيقات، وكيف تتخذ القرارات وكيف يصنع السلام, وعرفت أهمية الثقة بالنفس، والمعنى الحقيقي لحقوق الإنسان ،و تعرفت على قوانين الانتخابات, وتعلمت كيف يجب أن تكون ونكون لنرسم سورية الحرة , ومع تستقل وجدت شذى ذاتها وحرصت على ألا تفقدها ، مع تستقل
تقول شذى لمست أن من يتدرب مع تستقل سيحصل على عائلة رائعة تساندك دائما ، وستحرص على أن تبقى معهم.. وبينهم ودفتري مليء بكل ما تعلمته منكم وسيبقى معي دائما.