سلام الغدير
سلام من مدينة دير الزور درست في كلية الآداب
قسم اللغة العربية , وكانت مهتمة بالشأن العام على المسار الاجتماعي وكذلك السياسي
كانت من السوريين الذين انتظروا قيام الثورة حيث شاركت فيها منذ اليوم الأول , وشعرت
بأنها الفرصة الحقيقية للسوريين لتحقيق التغيير , وشعرت بالأمل وبالكثير من الحماس
الذي جعلها تقوم بالكثير من المهام في المسار المدني, وعاصرت فترة التحرير بدير الزور,
وكانت أجمل محطات حياتها على الإطلاق رغم القصف الشديد والحصار إلى أن دخلت داعش إلى
المدينة , ولكنها حاولت الاستمرار بالنضال السلمي خاصة في مسار التعليم , وعملت على
تخطيط وتنفيذ حملة مناصرة لاقت نجاحا كبيرا ولكن الثمن الذي دفعته بالمقابل كان كبيرا
حيث أجبرت على الخروج من دير الزور هاربة في صيف عام ٢٠١٥ لتصل إلى تركيا وهي في أشد
حالات الانكسار سلام التي كانت تحلم أن تعيش لحظة الانتصار وهي في سورية واستغرق معها
الوقت فترة ليست بالقصيرة حتى استطاعت التأقلم مع الحياة الجديدة في المنفى .
اتجهت سلام للعمل في مؤسسات المجتمع المدني
في اكثر من ملف منها الدعم الاجتماعي , وقضايا النساء واستطاعت مواصلة دراستها في الماجستير
وشعرت بصعوبات كثيرة بعضها ذاتي يتعلق بها وبعضها موضوعي يتعلق بالظروف الخارجية
..وحتى اليوم لم توفق سلام بعمل إلا لفترات
قصيرة ومتباعدة وتشعر بأنها لم تحصل على فرصتها الحقيقية التي تستحقها.
وكان التحاقها بالدراسة مع تستقل نقطة تغير كبيرة في حياتها وفرصة جديدة لإحياء وإنعاش
ما بداخلها من طاقة للعمل بعد أن أصابتها حالة جمود ولكن التدريب مع تستقل كان مهم
جداً وله أثر كبير في الكمّ والنوع تلقت خلاله
محاضرات مهمة في التعامل مع الفَقد دفعها للمشاركة في كتابة مجموعة قصصية تحدثت فيها
عن تجاربها الشخصية خلال فترة القصف وأدركت أهمية الحكم المحلي , ودوره في تحريك المجتمع
مما دفع سلام للمشاركة في مجلس محافظة دير الزور بكل حماس.
سلام اليوم تدين لتستقل بإعادة إحياء ما
بداخلها من شغف بالعمل في الشأن العام وهذا يجعلها تؤكد بحماس بأن فترة دراستها مع (تستقل) كانت من أهم المحطات في حياتها .. سلام
ما زلت تحلم بالعودة إلى سورية التي تحلم بها وطناً حراً يتمتع بالعدالة الاجتماعية.
عملت
سلام في سورية مع عدة جهات مدنية بالدعم الاجتماعي وشاركت ضمن فريق حملة ترويجية عن مفهوم العدالة الانتقالية وتطوعت
بأكثر من حملة أهلية تناصر قضايا مختلفة مثل مناهضة تزويج القاصرات , وتجنيد الأطفال
ونبذ العنف والطائفية.