منذ اكثر من 15 عام تعمل كموظفة في إحدى مؤسسات القطاع العام في حلب , وتتابع دراستها الجامعية في كلية الآداب جامعة حلب قسم دراسات فلسفية , واستطاعت أن اتتابع عملها , ودراستها في نفس الوقت حيث استطاعت اكمال تحصيلها العلمي في جامعة دمشق لتتمكن من نيل درجة دبلوم الدراسات العليا .
وسنحت لها الفرصة أن تكون معيدة في جامعة الفرات في مدينة دير الزور ، حيث كانت مطرة للسفر بشكل أسبوعي إلى الجامعة لمتابعة دروس الطلاب ، إلي ان تم ايفادها داخلياً لدراسة درجة الماجستير, والدكتوراه في جامعة دمشق تخصص فلسفة عربية , وإلى جانب دراستها كانت تعمل بشكل حر لتستطيع ان تؤمن مصروفها لمتابعة دراستها ولتغطية تكاليف السفر والإقامة , والتي تستمر لبضعة أيام كل أسبوع في دمشق والعودة لحلب .
ويبقى شغف الانسان هو المحرك الاول له شغف تيماء وحبها لعملها السابق في قسم الموارد البشرية دفعها للتخصص به إلى جانب دراستها للماجستير فقد انتسبت للمعهد العالي للعلوم الادارية وحصلت على الماجستير في إدارة الموارد البشرية .
كل ذلك كان بين عامي 2002 و2012 حيث كانت الحياة الاجتماعية في مدينتها حلب مستمرة ، فقد كان الجانب الاجتماعي والانساني هو جزء لا يتجزأ من تكوين شخصيتها في تلك الفترة فالعمل التطوعي في إحدى الجمعية الخيرية ( جمعية أهل الخير ) التي تساعد الايتام وتدعم التعليم وتعيل الاسر الفقيرة كان من صميم برنامجها في بناء الرؤية الخاصة بها.
شاركت تيماء في عدة مبادرات مجتمعية وأعمال خيرية كانت تستهدف دعم التعليم والأنشطة الاجتماعية ، بالإضافة لمشاركتها بشبكة عمل مجتمعي ( شبكة مبادرون ) كان لها الأثر الكبير في عام 2012 في خلق بيئة واعية جديدة لدى فئة الشباب والتدريب على مفاهيم تساعد في نهوض المجتمع كالقيادة المجتمعية والمواطنة الفاعلة ، وبناء السلام .
بداية عام 2013 كانت مرحلة مفصلية مع بداية الثورة , وانتقال تيماء للعيش في تركيا بعد سوء الأحوال المعيشية في مدينتها حلب ، وصعوبة الحصول على أدنى مقومات العيش من دواء وماء وأطباء ومواد التدفئة إضافة لغياب الأمان وسيطرت الخوف , و الحصار الذي دفعها إلى ترك بيتها والتوجه الى تركيا وأن تكون محطتها القادمة ظنا منها أنها ستكون مرحلة قصيرة ثم تعود الى بيتها ومدينتها ولكن حتى هذ اليوم لم يحين موعد عودة تيماء .
ومع قرار رحيلها من سوريا الذي تلازم معه قرار آخر هو التخلي عن كل شيء والبدء من جديد من نقطة الصفر ، وخاصة في بلد جديد وثقافة جديدة ولغة أخرى ، تحتاج الكثير من العمل والجهد لتنطلق , و من هنا كانت فكرة استغلال شبكة العلاقات الاجتماعية التي هي رديف لأي شخص يستطع معها بناء ما تم تركه من جديد وسعت لإنشاء منظمة غير حكومية تعمل مع فئة الشباب الذي هاجروا مثلها وأصبحوا نازحين في تركيا , وكان هدفها غرس مبادئ الحياد والمساواة والتشاركية واللاعنف ، والعمل على ترسيخ فكر المواطنة الفاعلة ، وكيف أنهم مواطنون وجزء من هذا العالم ومؤثرون أينما ما وجدوا , بالإضافة لعملها كمدربة متخصصة بالقيادة المجتمعية وكيفية صناعة القادة وبناء مجتمع متماسك .
شاركت عام 2015 في مسابقة رواد الأعمال مع منظمة سبارك الهولندية , واستطاعت الحصول على الجائزة الأولى لتأسيس مشروعها الشخصي منبثقاً من حاجة كانت وليدة الوضع الاجتماعي في اندماج السوريين والاتراك , والتعرف على الثقافات المشترك بينهما من خلال كافيه ثقافي للقيام بالندوات والنوادي الاجتماعية كنادي القراءة ، ونادي السينما وخلق حالة تماهي بيننا لازالت العقبات في التواصل والعيش المشترك .
وبالتأكيد لم تيأس تيماء لديه العزيمة والشغف الذي دفعها لانتهاز أول فرصة للعودة للعمل في مجال الموارد البشرية منذ عام 2014 و لا تزال حتى اليوم في مجال منظمات العمل الانساني كمديرة موارد بشرية , وعضوة في شبكة المرأة السورية . وكان التحدي الأكبر هو البدء من الصفر والعودة إلى ما قد بدأته في سوريا بما يخص بناء المسيرة المهنية الخاصة بي .
وانطلاقاً من ضرورة بناء المهارات الشخصية , والمشاركة في تشكيل المجتمع الجديد للسورين كان صدفة لقائها مع منظمة تستقل في برنامجها حول بناء القادة النسائية , وبناء السلام ومهارات الحوار والمناظرة , ومع مشاركة أكثر من 40 سيدة سورية من كل انحاء العالم من النازحات واللاجئات , وخلال 60/ ساعة تدريب كانت تجربة رائعة في تشارك العقول والأفكار والوصول إلى صياغة مشروع يعكس ما تم اكتسابه خلال التدريب ، بالإضافة الى أن مشاركتها مع تستقل كانت حافز لها لتوسع رؤيتها المستقبلية حول أهمية مشاركة المرأة في عملية بناء السلام وتمكينها لنيل مراكز قيادية تساعد في بناء المجتمع في المرحلة القادمة لسوريا الجديدة .
وأخيراً فقد منحتها منظمة تستقل الفرصة لتشارك في عملية التدريب التي تستهدف شريحة من الشباب والشابات تثني تيماء على ما قدمته منظمة تستقل لها واستثمار هذه الجهود والمهارات في نقل المعارف , والخبرات إلى الآخرين .
وبالنسبة لي هي خطوة جديدة , واعتقد أنه ستكون فارقة لي في المستقبل القريب .