أود أن أحدثكم أنا زكريا عبدالحميد المتدرب مع منظمة تستقل عن مركز هاتاي عن تجربتي في الدعم
النفسي الجتماعي المقدمة من قبل أستاذة منال فتياني, منطلق من التغيير الإيجابي الذي رسمته في حياتي
هذه الأسابيع والجلسات القليلة التي تلقيتها منذ عدة أسابيع وحتى تاريخ كتابة قصة النجاح هذه, أعتبرها قصة
نجاح لي و تعطيني دافعا وأمال من جديد, في السطور التالية سأحاول أن ألخص ما جرى معي وما
توصلت إليه متمنيا لكم ولجميع من يقرأ أن يحقق كل ما يطمح ويصبو إليه, كما أتمنى أن نكون في الأيام القادمة
ضمن ورشات وتدريبات قادمة .
نحن في سوريا نعيش في بلد أنهكتها الحروب, فقدنا فيها الكثير من الأحباب‘ تحملنا فيها ضغوطا نفسية ومادية
وفكرية كبيرة لم نستطع من خالالها أن نجد ذاتنا حتى ظننا أنه حل لمشاكلنا , تغيرنا كثيرا من 2011 وحتى
اليوم, قبل فترة زمنية تقدر بأربعة أشهر فقدت أخي الكبير والوحيد المسؤول عن عائلة وترك لي أمانة كبيرة
وهي أوالده ووالدي ووالدتي فتشوش ذهني وغابت الأفكار عن ذهني رغم أنه انقضى أربعة أشهر رحيله إلى أنني
أنتظر عودته كل يوم ولم أعرف أن هنالك حال لتشوشي الذهنية ولمشاعر الاشتياق التي أمر بها, حزن وألم
يعتصر فؤادي, أميل معه إلى تخفيض عالقاتي االاجتماعية إلى الحد األدنى, أحاول عدم االاحتكاك مع المجتمع
كثيرا, أبحث عن أمور تنسيني كل هذ الحزن.
بين كل هذا وذاك انبرت أسرة منظمة تستقل الرائعة بمشروع رائع, توقعت أنه يلمس طموحاتي ويلبي ما أسمو
إليه سابقا , تعرفت من خلاله على األستاذة منال فتياني البارعة في تقديم مادة الدعم النفسي االجتماعي بطريقة
مختلفة ومميزة تدخل في طرحها إلى أعماق المشارك وترتب ما ترغب به أن يتغير إلى الافضل, صحيح أني
توقعت من خلال ما جرى معي من فقد وحزن أن واقعي سيبقى على ما وصلت إليه , الى أني الجلسات التي قدمتها
الاستاذة منال فتياني كان لها تأثير كبير في ترتيب داخلي وترتيب أفكاري ومشاعري وإعادة صياغة بعض
المفاهيم لدي وخصوصا في الجلسة التي عقدت يوم 10 آذار 2020 وتحدثنا فيها عن منطقة الراحة وأسباب
السقوط فيها وآلية الخروج منها والعودة إلى الفاعلية المجتمعية وكذلك العناية الذاتية وتقدير الذات الذي أعطاني
شعور أنني موجود وأن لحياتي ولشخصيتي علي حقا في تطويرها وفي العناية بطريقة فاعلة تبعدني عن الوصول
إلى مرحلة الاحتراق, وخصوصا أن الاستاذة منال قد حاولت في جلسة التعاطف قد قدمت لنا معلومات أبرزها
التعاطف المدرك وغير المدرك وكيف أكون قادر على وضع حدود في تعاطفي من خالل الاستماع وعدم طلاق الاحكام
وكذلك في مادة الوعي بالذات والاسئلة السبعة المتعلقة بفهم نفسي وتحديد نقاط قوتي وضعفي والاشياء
الايجابية, لقد وجدت العديد من الاجابات في جلسات الدعم النفسي االجتماعي التي قدمتها الاستاذة منال أعتقد
أنها قد وضعتني على الطريق الصحيح في العودة الى الفعالية المجتمعية وإعادة ترتيب أوراقي من جديد.
أود أن أشكر كل من ساهم في هذا العمل, وفي تقديم هذه المعلومات القيمة التي تلامس داخلنا وواقعنا وحياتنا
على جميع الاصعدة, وهنا أكتب ما مضى لعل كلامي يحفز غيري ويكون دافعا للاستفادة من الورشات والتدريبات .التي تنجح في إسقاط على واقعنا الذي نعيشه